الدفاع المشروع


يقول القائد عبد الله أوجلان في معرض تعريفه للصهر بأنه “يعبر عن العلاقة الأحادية الجانب التي تلجأ إليها احتكارات السلطة وتطبقها على المجموعات الاجتماعية التي أخضعتها لنير العبودية بغرض إسقاطها إلى مستوى امتداد لها أو ملحق بها، أي تكوين عبيد بأقل التكاليف من أجل آلية السلطة والاستغلال”.

وانطلاقاً من ذلك وعبر الضربات المكثفة ضد ثقافة وأخلاق الشعوب من خلال وسائل الحرب الخاصة والحرب النفسية “ضمنياً”، تسعى الرأسمالية إلى التأثير على الذهنية ودفعها إلى أوضاع تتلاءم مع توجهات القوى المعادية وإرضاخ الشعوب لإرادة الاستعمار طوعاً وليس بالقوة وبالتالي يتخلى المغلوب عن ثقافته ويتقيد بثقافة المحتل وأسلوب حياته، وكذلك تكريس الفردية والحياد والتي تؤدي إلى انعدام التزامه بأي قضية اجتماعية جماعية ووطنية أو أخلاقية.

فالحداثة الرأسمالية لا تهاجم بالسلاح فقط، لها أشكال متنوعة، تستهدف الشعوب ثقافياً. مقابل كل هذا، يجب بناء نظام دفاعي. يجب بناء نظام حماية ثقافي وإيديولوجي ولغوي في آن واحد، لتفادي الوقوع في قبضة الحداثة الرأسمالية، ولذلك سمى القائد  كتابه الأخير “دفاعاً عن الكرد المحصورين بين فكي الإبادة الثقافية”.

ولا يتحقق جوهر الإنسان وحقيقته إلا عبر الدفاع عن مجتمعه وبذاته بطبيعة الحال، ولذلك تحاول الدول القومية وبشتى الوسائل تكثيف هجماتها على الإنسان بهدف إبادته “مادياً” والتي تهدف إلى تصفيته التامة جسدياً وثقافياً، وهذا ما رأيناه من خلال الأرمن واليهود الذين يتميزون “بالثقافة المعنوية القوية” وكيف أنه مورست بحقهم شتى أنواع التطهير العرقي.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *